مدينة للمشاة

المدن المفروض تكون سهلة في التنقل وبالأخص في المشي في نطاق المناطق السكنية. المشي بيخلق نوع من الإحساس المختلف في التعرف على المدينة والالفه مع محيطه. كل واحد بيتعرف عليها من ناحية مختلفة، اللي رايح يشتري حاجة عارف وجهته ازاي، واللي رايح مشوار عارف هيخرم منين، واللي بيتفسح عارف دروبه فين، واللي بيصور شايف مدينته ازاي. اكيد في صور مختلفة لفهم والتعرف على المدينة، بس فكرة المشي بتخلق ذاكرة للمدينة في عقلية كل فرد من سكانها 

الحقيقة ان في القاهرة في ازمة في التنقل، وأصعب ازمة ممكن تحصل هي المشي مش بس عشان صعوبة استخدام الرصيف، لا في أحيان كتير عشان عدم وجود رصيف أصلا. صعوبة استخدام الرصيف بتكون بسبب الاشغالات ونسبة كبيرة منها بتكون في شكل صناديق ملطوعة في أي مكان زي صناديق الكهرباء، صناديق القمامة، صناديق التليفونات، صناديق الامن وصناديق البيبسي. ده عمل إحساس بين الناس ان المشي في الشارع بقي اسهل من المشي علي الرصيف، ودة بيحصل في مدن مصرية كثيرة. كام واحد لسه بيستخدم الرصيف للمشي وسايب نهر الطريق للعربيات؟ 

في السنين الأخيرة بقي اهم حاجة في معادلة التنقل هي العربيات، وتم توسيع شوارع كثيرة واهمال منطق المشي من الحسبان. تم تقليص عروض الرصيف في أماكن كثيرة وازالة الأشجار من الشوارع، تقليل إشارات المرور، وعمل كباري للمشاه في اضيق الحدود. تم اهمال الذاكرة الجمعية لسكانها بدعوي التطوير. وهنا بتيجي عدة أسئلة مهمة، منها: مين ليه حق في المدينة؟ ازاي المدينة تكون سهلة لمستخدميها؟ مين بياخد القرارات ولصالح مين؟ ممكن نلاقي طريقة نحسن بيها اللي حصل من “تطوير”؟ أسئلة اكتر ممكن تكون موجودة ولكن يبقي السؤال الأهم – مين ممكن يجاوب علي الأسئلة دي؟

كتابة: أحمد منصور


Leave a comment

Design a site like this with WordPress.com
Get started